دينا محمود (لندن)
أكد نشطاء حقوقيون أميركيون أن قطر تستغل المناسبات الدينية لتصعيد حملات التحريض والكراهية التي تشنها عبر رجال الدين المدعومين منها، وعلى رأسهم الإخواني الهارب يوسف القرضاوي الذي يعيش في الدوحة في كنف السلطات الحاكمة هناك، وتحت رعايةٍ مباشرةٍ من كبار أركان «نظام الحمدين».
وقال الناشط الأميركي البارز دافيد أندرو واينبرج إن قطر تأتي «على رأس الدول» التي أسبغت رعايتها على «دعاة العنف والتطرف» الذين أُفْسِحَت لهم المنابر ووسائل الإعلام على مدار أيام شهر رمضان الماضي، الذي يكتسي بطابعٍ خاص لدى المسلمين في شتى أنحاء العالم.
وأشار إلى أن النظام القطري استغل أيام شهر رمضان لبث مجموعةٍ من البرامج الدينية الرامية لـ«تلميع صورته» وتعزيز علاقاته بالعديد من التنظيمات المتشددة، التي يوفر لها الدعم السياسي والإعلامي والمالي أيضاً، خاصةً تلك المنبثقة عن جماعة «الإخوان» الإرهابية. وأكد الناشط الأميركي -وهو مسؤول قسم العلاقات الدولية بفرع واشنطن من مؤسسة «رابطة مناهضة تشويه السمعة» الحقوقية- أن «متاجرة» النظام القطري بالدين لم تقتصر على استغلاله لوسائل الإعلام المملوكة له والمحسوبة عليه في حملته التحريضية خلال رمضان فحسب، وإنما بلغت حد استخدامه للمساجد التابعة للدولة في قطر لتحقيق هذا الهدف المشبوه.
وفي مقالٍ نشره موقع «لونج وور جورنال» المتخصص في متابعة الحرب التي تشنها الولايات المتحدة ضد الإرهاب والتطرف، قال واينبرج إن السلطات القطرية لم تضع أي ضوابط للبرامج والفعاليات الدينية التي تولت إنتاجها وتمويلها أو الإشراف عليها في رمضان، مُضيفاً أن أنشطتها في هذا الشأن تضمنت الاستعانة بالكثير من الدعاة «ذوي التاريخ الطويل في تبني آراء متعصبةٍ والترويج لهذه الرؤى كذلك». وأشار إلى أنه حتى إن التزم البعض من هؤلاء الدعاة المتشددين بعدم المغالاة في الإعراب عن آرائهم المتطرفة خلال البرامج والفعاليات التي نظمتها السلطات القطرية في شهر الصيام «فإن مجرد مشاركتهم في مناسباتٍ ترعاها الدولة (في قطر) انطوى على خطر إضفاء وضعٍ قانونيٍ على التعصب والتشدد» بمباركة من النظام الحاكم في الدوحة.
وأكد واينبرج أن قناة «الجزيرة» الموصومة بالتضليل ونشر الأكاذيب، شكلت «رأس حربة» حملة الاستغلال القطري المُسيء للدين.
وشهد شهر رمضان أيضاً -بحسب المقال- دليلاً علنياً جديداً على الحفاوة التي يلقاها القرضاوي من جانب أرفع المستويات في قطر، على الرغم من رؤاه المتشددة وتاريخه الحافل بتبرير الإرهاب والحض على شن الهجمات العشوائية، التي يسقط عشراتٌ من المدنيين ضحيةً لها. وأشار الكاتب في هذا الصدد إلى أن أمير قطر تميم حرص على أن يُجلِس الإخواني الهارب إلى جواره في مأدبة إفطار أُقيمت في الدوحة في إحدى الأمسيات الرمضانية، مشدداً على أن ذلك أمرٌ يتكرر للعام الخامس على التوالي. وقال إن الصور التي التُقِطَت لمأدبة الإفطار أظهرت تميم وهو يقبل القرضاوي، الذي يدين بجانبٍ كبيرٍ للغاية من شهرته للدور الذي لعبته «الجزيرة» في هذا الشأن، عبر استضافته على مدار سنواتٍ طويلة في أحد برامجها الأسبوعية. وأبرز المقال كون الداعية المتطرف نشر بعد هذه الأمسية بأربع وعشرين ساعة فحسب، مقالاً جدد فيه آراءه المتعصبة ضد معتنقي الكثير من الأديان في العالم.
من جهةٍ أخرى، استعرض واينبرج في مقاله أمثلةً أخرى على استعانة السلطات الحاكمة في قطر بدعاةٍ متشددين لمغازلة التيارات المتطرفة في منطقة الشرق الأوسط، خاصةً خلال شهر رمضان. ومن بين هؤلاء أحمد الريسوني، الذي خلف القرضاوي في رئاسة كيانٍ تابع لجماعة «الإخوان» الإرهابية، يحمل اسم «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين»، وهو منظمةٌ مدعومةٌ من قطر تتخذ من عاصمتها الدوحة مقراً لها. وأشار الكاتب إلى أن السلطات القطرية حضت مواطنيها كذلك على الاستماع لخطبة الجمعة التي ألقاها الريسوني في رمضان أسبوعياً، في أحد المساجد التابعة للحكومة في الدوحة.
بجانب ذلك، حرص «نظام الحمدين» على أن تضم قائمة «ضيوفه» في رمضان داعيةً موريتانياً لا يقل تشدداً عن سابقيه؛ يُدعى محمد الحسن ولد الددو، وهو الرجل الذي يتهمه الكثير من الموريتانيين بنشر أفكار التطرف والغلو، والانخراط في حملاتٍ لتحريض شبان البلاد على الانضمام للتنظيمات المسلحة في دولٍ مثل سوريا واليمن. وقال دافيد أندرو واينبرج إن حفاوة النظام القطري بـ«ولد الددو»، جاءت على الرغم من أن الحكومة الموريتانية أغلقت مركزاً لتدريب العلماء تابعاً له في الخريف الماضي، بسبب ثبوت تورطه في أنشطةٍ سياسيةٍ ووجود شبهاتٍ بشأن مصادر تمويله.